عاجل

من يهيمن على سماء المستقبل؟ صراع خفي بين القوى العظمى على امتلاك أقوى الطائرات الشبحية

موقع الدفاع العربي – 30 يونيو 2025: وسط تصاعد التوترات العالمية وتشابك المصالح الإقليمية، خصوصاً في مشاهد المواجهة المستمرة بين طهران وتل أبيب، برزت الطائرات الشبحية كلاعب خفي يبدّل موازين القوى دون ضجيج. بفضل تقنياتها المتقدمة، غدت الهجمات الجوية الدقيقة تُنفذ دون إنذار، تاركة خلفها فراغاً غير مرئي، لكن أثره بالغ في معادلات الردع والسيطرة. ولم تعد الهيمنة في الأجواء تُقاس بعدد الطائرات أو مدى انتشارها، بل بقدرة الدولة على تنفيذ الضربات الخاطفة دون أن تترك أثراً يدل على انطلاقها.

في هذا السياق، تخوض الولايات المتحدة سباقاً نوعياً نحو تعزيز تفوقها الجوي، عبر مشروع قاذفة B-21 Raider التي يُنظر إليها كأحد أكثر الأسلحة الجوية تطوراً في العالم. صُممت هذه القاذفة لتكون قادرة على الوصول إلى أهدافها في عمق أراضي العدو، متجاوزة أعقد أنظمة الدفاع الجوي، دون أن تُكتشف. وقد رُصدت لها ميزانية ضخمة تتجاوز عشرة مليارات دولار، بهدف إنتاج ما يزيد على مئة قاذفة، تمثل مستقبل الضربات الإستراتيجية، سواء في النزاعات التقليدية أو في سيناريوهات الردع النووي.

في الطرف الآخر، تتحرك الصين لتعزيز مكانتها كقوة جوية صاعدة، من خلال تطوير مقاتلتها الشبحية من الجيل السادس J-36. وأعلنت بكين عن تحقيق تقدم تقني لافت في مشروع مقاتلتها الشبحية من الجيل السادس، طراز J-36، يتمثل في تطوير نظام متقدم يتيح للطائرة الهبوط بدقة عالية على متن حاملات الطائرات المتحركة، حتى في أقسى الظروف الجوية.

وبحسب تقرير نشر في مجلة علمية متخصصة، نجح فريق من العلماء الصينيين في ابتكار منظومة جديدة تُعرف باسم “التحكم بالقوة المباشرة”، وهي تقنية متطورة تمكّن الطيار من التفاعل فورياً مع حركة سطح الحاملة والتيارات الهوائية المحيطة. ويعتمد هذا النظام على خوارزميات ذكاء اصطناعي متقدمة تتيح للمقاتلة التكيف ذاتياً مع تغيرات البحر والرياح، مما يمنحها قدرة شبه آلية على الإقلاع والهبوط وكأنها تستشعر حركة الريح وتتفاعل معها في الزمن الحقيقي.

J-36

وتستفيد النسخة البحرية من J-36، التي ما تزال قيد التطوير، من هذا الابتكار ضمن رؤية أوسع تسعى إلى دمج الذكاء الاصطناعي بشكل عميق في تصميم وتشغيل المنصات الجوية المستقبلية. ويرى خبراء أن هذا التوجه يعكس تطلع الصين إلى تعزيز تفوقها الجوي–البحري، خاصة في المسارح العملياتية المعقدة حيث تشكّل الظروف المناخية المتقلبة عاملاً حاسماً في حسم الاشتباكات.

ويأتي هذا التقدم في ظل احتدام سباق التسلح العالمي، لا سيما في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث تسعى القوى الكبرى إلى تطوير أنظمة متقدمة تعيد رسم معادلات الردع والسيطرة. وتبدو الصين في هذا السياق عازمة على الاستثمار في تقنيات قد تغيّر قواعد اللعبة، وتنقل الحروب المستقبلية إلى عصر “المنصات الذكية” القادرة على اتخاذ القرار ذاتياً.

مع هذا الإنجاز، تقترب بكين خطوة إضافية من تحقيق هدفها الاستراتيجي في إحكام سيطرتها على المجالين الجوي والبحري، حتى في أكثر البيئات تحدياً… وربما في قلب الإعصار ذاته.

ومع تصاعد هذا التنافس التكنولوجي، تطفو على السطح ملامح صراع لا يختلف من حيث الجوهر عن الحرب الباردة، وإن كان ملبّساً بأدوات القرن الحادي والعشرين. فكل مشروع جديد لتطوير قاذفة شبحيّة أو منظومة هجومية فائقة، هو إعلان غير مباشر عن تصعيد في سباق الردع، وتأكيد على أن موازين القوة لم تعد تُرسم عبر التحالفات وحدها، بل أيضاً عبر تقنيات التخفي والضربات الدقيقة المدارة شبكياً.

ولا يُعد بروز الطائرات الشبحية مجرّد تحديث في العتاد العسكري، بل يعكس تحوّلاً عميقاً في المفهوم الكلّي للحرب. فالصراع في المستقبل لن يتحدد بمؤشرات التفوق التقليدي، بل بالقدرة على المباغتة والتحييد دون إنذار. في هذه البيئة الجديدة، يصبح الصمت ميزة هجومية، والاختفاء تكتيكاً أساسياً، والتكنولوجيا المتقدمة لغة الحسم.



مصدر الخبر

| نُشر أول مرة على: www.defense-arabic.com
| بتاريخ: 2025-06-30 21:14:00
| الكاتب: نور الدين


إدارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب أو الخبر المنشور، بل تقع المسؤولية على عاتق الناشر الأصلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى