عاجل

تقنية ثورية تغير وجهة ابتكار إطارات السيارات الكهربائية

تفجر الشركات المتخصصة في تصنيع الإطارات بين الفينة والأخرى مفاجآت في ابتكار تقنيات تواكب الطفرة التي يشهدها عالم المركبات، ولاسيما الكهربائية لأنها تحتاج إلى نوعية خاصة بالنظر إلى الثقل الكبير المترتب على تجهيزاتها، بما في ذلك البطارية.

دخلت شركة هنكل الألمانية مع شركة جيت 4 المتخصصة في تكنولوجيا الليزر في سباق لتطوير إطارات جديدة ستُحدث ثورة في عالم السيارات الكهربائية.

وتم تقديم هذا الحل الكامل خلال حدث روبير تك 24 الذي احتضنته مدينة شنغهاي الصينية في الشهر الماضي، وهو ما تأمل الشركات في تحقيقه، وهو تقدم كبير في تكنولوجيا إطارات السيارات الكهربائية.

وتحول تركيز المصنعين من الحالة الخارجية للإطارات التي كانت المعيار الوحيد لتحديد كفاءتها وعمرها الافتراضي إلى اعتماد التكنولوجيا لجعل كل أجزاء المركبة تواكب الطفرة الجديدة في هذا المجال المليء بالمفاجآت.

ويتفق المختصون على أن المركبات الكهربائية قاسية على الإطارات، فوزن البطارية وعزم الدوران العالي والكبح المتجدد والمدى ومستوى الضوضاء… كلها أمور تعني أن المستهلكين والمصنعين يوجهون اهتمامهم بشكل متزايد إلى الإطارات.

وهناك حاجة إلى أداء أعلى للإطارات من حيث عمر الخدمة وكفاءة الطاقة وسعة التحميل والراحة، ويسعى المطورون إلى التميز في كل هذه الخصائص.

ولأن المركبات التي تعمل ببطاريات الليثيوم تفتقر إلى ضوضاء المحرك، فإن صوت تدحرج الإطارات يصبح أكثر وضوحا، وغالبا ما يُنظر إليه على أنه مزعج وغير سار.

ولمكافحة هذا الوضع قام المصنعون بتجهيز السيارات الكهربائية بـ”إطارات صامتة”، تتميز ببطانات رغوة البولي يوريثين الصوتية.

ومع ذلك طرح هذا الحل تحديات لوجستية وكلفة، ما أدى إلى زيادة نفقات إنتاج الإطارات بنسبة تصل إلى 25 في المئة.

وأوضحت هنكل المعروفة بعلامات تجارية مثل بيرسيل وشوارزكوف أن الإطارات الثورية تعتمد على تقنية جديدة تعرف باسم “دايركت فوام تو تاير” (رغوة مباشرة على الإطارات).

وتتمثل هذه التقنية في استخدام “رغوة صوتية” سائلة يتم حقنها في الإطار مباشرة وتنشيطها باستخدام عملية الليزر الحاصلة على براءة اختراع لشركة جيت 4.

وتجعل مزايا هذه التقنية المتطورة إطارات السيارات الكهربائية أكثر هدوءا وراحة، كما أن هذا الحل المبتكر يعد أرخص كلفة وصديقا للبيئة أكثر من حل رغوة البولي يوريثان المستخدمة في تقليل ضوضاء الإطارات.

وتختلف الإطارات الجديدة عن الاعتيادية في نوع المطاط المستخدم ونسبته، وكذلك عمق المداس بالإطارات، حيث تقوم الشركات بتقليله في الإطارات الجديدة، فضلا عن تصميم الحواف والجدار الجانبي بشكل يقلل من مقاومة الهواء. وقال راينر شونفيلد، رئيس إستراتيجية السوق العالمية في وحدة أعمال مكونات السيارات في هينكل، “تحقق رغوة الليزر الصوتية الجديدة في السوق تأثير امتصاص الصوت من خلال سطح داخلي كبير وتصميم مسام مصمم خصيصًا لكبح ضوضاء الإطارات”.

وتستخدم هذه العملية تقنية تنشيط الليزر الحاصلة على براءة اختراع لإزالة طبقة الرغوة غير القابلة لنفاذ الهواء، ما يسمح بامتصاص الصوت بشكل فعال. ولا يعمل هذا الابتكار على تبسيط الإنتاج فحسب، بل يوفر أيضا للمصنعين مرونة أكبر في تصميم الرغوة ويقلل من النفايات.

وقال جورج كازانتزيس، رئيس وحدة أعمال مكونات السيارات العالمية في هنكل، “تمثل تقنية الرغوة المباشرة الثورية هذه التزامنا المشترك بالابتكار والاستدامة”.

وأضاف في بيان نشرته الشركة على منصتها الالكترونية أنه “من خلال القضاء على نقل الرغوة المصنعة مسبقًا وتقليل نفايات القطع، سنمكن زبائننا من تقليل بصمتهم الكربونية”.

وطور الشركاء هذه التقنية في وقت قياسي، ما يظهر القوة الإبداعية للشركات الألمانية صغيرة ومتوسطة الحجم.

وأشاد أرمين كراوس، الرئيس التنفيذي المشارك لمجموعة حيت 4، بهذا التعاون. وقال “في هنكل وجدنا شريك التطوير المثالي لهذا الابتكار من الفكرة إلى التطبيق النهائي في وقت قياسي”.

وتفاجئ شركات مثل ميشلان أو غوديير أو كونتيننتال أو بيريلي السائقين بين الحين والآخر بتصاميم ثورية، والتي ليس لديها الكثير من القواسم المشتركة بخلاف الشكل مع المفهوم الحالي للإطارات، حتى أن الهواء أصبح من العناصر غير الضرورية.

وكانت ميشلان مؤيدا قويا لاتجاه الاستدامة والتغيير، حيث قدمت تصميم إطار “تويل” الخالي من الهواء في عام 2004، ثم وضعته في الإنتاج للاستخدام الصناعي بعد عقد من الزمن.

وتعمل الشركة على تطوير ما يسمى بـ”يوبتيس”، أو نظام الإطارات الفريد من نوعه والمقاوم للثقب، ما يجعله أكثر أمنا وراحة بالنسبة إلى السائقين.

وفي خضم التقدم التكنولوجي المتسارع باتت للذكاء الاصطناعي كما هو الحال في جميع المجالات الأخرى اليد العليا، وقد جاء التصميم الأكثر إثارة من شركة غوديير، إذ طور المهندسون الإطار إيغل 360 في شكل كروي لكي يمنح السيارة المزيد من الحركية.

وبعد سنوات قليلة سيكون في مقدور إطارات السيارات إبلاغ السائق بطبيعة سيرها من خلال وحدات استشعار مزروعة في مطاط الإطارات نفسها.

وكشفت شركة كونتننتال الألمانية العملاقة للإطارات ومكونات السيارات في عام 2016 أنها تعمل على تطوير هذه التقنية الحديثة.

وفكرة هذه الخدمة الجديدة هي نموذج لما يمكن أن توفره الحلول الرقمية من نماذج أعمال جديدة تقدم الخدمات التي تتجاوز المنتجات الأصلية نفسها.

ولتحسين مدى عمر البطارية تحتاج المركبات الكهربائية إلى إطارات ذات مقاومة منخفضة للدوران، وهو المجال الذي تُعرف فيه الكثير من الشركات بالابتكار والريادة.

 

The post تقنية ثورية تغير وجهة ابتكار إطارات السيارات الكهربائية appeared first on Lebanon Economy.

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :lebanoneconomy.net بتاريخ:2024-10-18 06:10:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

The post تقنية ثورية تغير وجهة ابتكار إطارات السيارات الكهربائية appeared first on Beiruttime اخبار لبنان والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى