لماذا يجب على مصر التعاقد على مقاتلات J-35 الشبحية الصينية؟
تصميمها الانسيابي وموادها الخاصة التي تمتص موجات الرادار، يمنحانها ميزة كبيرة في البقاء بعيداً عن أنظمة الاستشعار، وهو ما يجعلها إحدى أبرز المقاتلات الشبحية على الساحة حالياً.
لكن ما يلفت الأنظار أكثر هو تطور أنظمة الطائرة الداخلية. إذ تتضمن حواسيب قوية، وأجهزة استشعار متقدمة، ومحركات يُعتقد أنها من طراز WS-13، مع احتمالات لاحقة لاستخدام محركات WS-19 الأكثر تطوراً. هذه المحركات تضمن للطائرة سرعة عالية، وقدرة على المناورة الحادة، وفعالية في الاشتباك الجوي القريب. كما أن أسلحتها تُحمل في مخازن داخلية للحفاظ على خاصية الشبحية، وتشمل صواريخ جو-جو وقنابل موجهة.
الأنظار تتجه إلى مصر
تُعد القوات الجوية المصرية واحدة من أقوى القوات الجوية في الشرق الأوسط، بتاريخ يعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي، وبأسطول متنوع من المقاتلات الأمريكية والفرنسية والروسية، منها إف-16 الأمريكية، ورافال الفرنسية، وميغ-29 الروسية.
هذا التنوع يعكس استراتيجية مصرية واضحة وهي تنويع مصادر التسليح لضمان الاستقلال الاستراتيجي وتقليل الاعتماد على طرف واحد، خصوصاً في ظل احتمالية فرض عقوبات أو تغيرات سياسية مفاجئة.
في هذا السياق، بدأت مؤشرات الاهتمام المصري بالمقاتلة الصينية J-35A بالظهور، خاصة في تقارير لمحللين عسكريين ومتابعات متخصصة في مجال الطيران العسكري. وقد تم عرض الطائرة في عدة معارض دولية، حيث استعرضت أداءً مثيراً جذب اهتمام كثير من الخبراء العسكريين، من بينهم مسؤولون مصريون.
تتطلع مصر دوماً لتعزيز قدراتها الدفاعية في ظل بيئة إقليمية متوترة. ويمثّل امتلاك مقاتلة شبحية مثل J-35A نقلة نوعية لقدرات سلاح الجو المصري، لا سيما في مجال التسلل الجوي والعمل في بيئات معادية دون اكتشاف، إلى جانب أنظمة القتال الإلكتروني والاستهداف المتقدم.
وفقاً لمحللين، فإن المقاتلة الجديدة قد تلعب دوراً مزدوجاً في مصر، من تحقيق التفوق الجوي إلى تنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف أرضية، وهو ما يعزز من مكانة القاهرة كقوة جوية إقليمية ذات وزن.
ففي ظل الصراع المتصاعد بين إسرائيل وإيران، والتفوق الجوي الواضح الذي تحظى به إسرائيل، أصبح من الضروري لمصر، وفق خبراء، تعزيز قدراتها الجوية بشكل يواكب التطورات الإقليمية. ويُعد التعاقد على مقاتلات J-35 الشبحية الصينية خياراً استراتيجياً متميزاً في هذا السياق. فهذه المقاتلات تجمع بين التكنولوجيا الحديثة والخصائص الشبحية التي تقلل من إمكانية رصدها، ما يمنحها أفضلية في العمليات الجوية ويعزز فرص بسط السيطرة الجوية في سيناريوهات المواجهة المحتملة.
تداعيات إقليمية وجيوسياسية محتملة
من شأن أي صفقة محتملة بين مصر والصين بشأن الـ J-35A أن تثير ردود فعل إقليمية ودولية. فإسرائيل، التي تمتلك مقاتلات الإف-35 الشبحية الأمريكية، ستراقب عن كثب تطور القدرات الجوية المصرية، وكذلك دول الخليج التي تسعى للحفاظ على توازن القوى.
كما أن الولايات المتحدة قد تعتبر الصفقة تحدياً مباشراً لنفوذها العسكري في المنطقة، خاصة وأن قانون “كاتسا” الأمريكي يفرض عقوبات على الدول التي تشتري أسلحة من خصوم واشنطن، مثل الصين وروسيا. ومن المرجح أن تتسبب مثل هذه الصفقة في توتر محتمل في العلاقات العسكرية الأمريكية-المصرية، بما في ذلك احتمال تقليص المساعدات أو تقييد نقل التكنولوجيا المتقدمة.
تُعتبر هذه الخطوة – إن تمت – جزءاً من تحول استراتيجي أوسع في السياسة المصرية نحو تعزيز الاستقلالية الاستراتيجية، وبناء علاقات متوازنة مع قوى دولية متعددة. كما تعكس تغيراً في خريطة التحالفات العسكرية عالمياً، في ظل صعود الصين كمزود رئيسي للتكنولوجيا الدفاعية المتقدمة.
المقاتلة J-35A، إن انضمت إلى سلاح الجو المصري، قد تغيّر موازين القوى في المنطقة، وتدفع باقي الدول نحو سباق تسلّح جديد وتحديثات عسكرية أوسع. وفي الوقت ذاته، تعزز موقع الصين كلاعب محوري في سوق السلاح العالمي، مقدّمة بديلاً حقيقياً للمصادر الغربية التقليدية.
مصدر الخبر
| نُشر أول مرة على: www.defense-arabic.com
| بتاريخ: 2025-06-17 16:55:00
| الكاتب: نور الدين
إدارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب أو الخبر المنشور، بل تقع المسؤولية على عاتق الناشر الأصلي