أطفال اليمن… الطفولة تحت الركام

سجى شبانة صحفية حرة كاتبة بعدة مواقع الكترونية بالدول العربية مخرجة فيلم وتين قلبي لدي العديد من المقالات خريجة جامعة العروب تخصص تكنولوجيا الاعلام وخريجة بناء منهجي عن بعد بمصر ،لدي العديد من الدورات من معهد الجزيرة اون لاين وغيره من المؤسسات التعليمية متطوعة بالهلال الأحمر الفلسطيني
في اليمن، لا يلعب الأطفال بالدمى، بل يعتادون صوت الطائرات، ويختبئون من القذائف. لا يُسابقون الريح في أزقة الحارات، بل يركضون هربًا من الموت. هناك، في وطن ممزق بيد الحرب، تنزف الطفولة على عتبات العجز والصمت، ويُولد الطفل اليمني لا ليرى نور الأمل، بل ليرى ظلمة النزوح والجوع والحرمان.
طفولة مسروقة، وأحلام محطمة، وجدران مدارس استُبدلت بخيام اللجوء.
أطفال اليمن، وهم أكثر من ١١ مليون طفل، يعيشون اليوم واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم. يُحرمون من أبسط حقوقهم في الحياة، التعليم، والغذاء، وحتى الدفء. بعضهم لا يعرف معنى “حقيبة مدرسية”، وآخرون ينامون على أصوات البكاء والبرد والموت.
المدرسة حلم بعيد المنال
بينما يحمل أطفال العالم حقائبهم إلى المدارس، يحمل أطفال اليمن صناديق الأمل الفارغة. مدارسهم إمّا مهدّمة، أو تحوّلت إلى ملاجئ للنازحين. معلموهم هاجروا أو توقفوا عن التعليم بعد انقطاع الرواتب، والكتب أصبحت نادرة كالماء النقي.
الخبز أمل.. والماء أمنية
في بلد يُعاني أكثر من نصف سكانه من انعدام الأمن الغذائي، يصارع الأطفال للبقاء. كثيرون منهم لا يتذوقون وجبةً كاملةً في اليوم، وبعضهم يسقط من شدة الجوع قبل أن يعرف كيف يتهجّى اسمه. يموت طفل يمني كل عشر دقائق بسبب أمراض كان يمكن علاجها بسهولة، لولا غياب الدواء والدعم.
الخوف من اللعب
حتى اللهو، لم يعد آمناً. الألغام تنتشر في الأراضي كأنها ألعاب موت. أجساد الأطفال الغضة أصبحت ضحايا لآلة لا تعرف الرحمة. والبراءة لا تحميهم من رصاص القناصة ولا من هدير الطائرات.
دور المنظمات.. شريان حياة
وسط هذا الركام، تقف المنظمات الإنسانية كخط الدفاع الأخير عن الطفولة. توزّع الغذاء، تبني مراكز طبية، وتفتح صفوفًا مؤقتة لتعليم النازحين. لكنها، رغم جهودها، لا تستطيع وحدها أن تنتشل طفلاً من تحت ركام وطن بأكمله، ولا أن تعوّض أمًا عن ابنها الذي مات بين يديها، لأنها لم تجد مشفىً مفتوحًا.
ختامًا…
طفل اليمن لا يحتاج إلى الحزن بل إلى التحرك، لا إلى الندم بل إلى العدل، لا إلى صلوات باردة بل إلى ضمائر حية.




